غزة مقبرة الغزاة

فلسطين الأنين والحنين، الألم والأمل، وغزة مقبرة الغزاة

  • فلسطين الأنين والحنين، الألم والأمل، وغزة مقبرة الغزاة

اخرى قبل 5 سنة

فلسطين الأنين والحنين، الألم والأمل، وغزة مقبرة الغزاة

 فلسطين الحبيبة لا تزال مُّغتّصَبّة، مُحتلة من اليهود؛ تّأِنُ، وتّحِنُ للحُرية، جّريحةٌ تتألم، من غير أن تتكلم، تحاول أن تُّلمَلمُ الجراح الغائرة، من العُصابة الفاجرة الغادرة، العاهرة!؛ من البغُاة، زُناة الليل، في الحانات، والبارات، وزنادقة النهار، قطُعان المُحتلين المستوطنين القتلة الفاسدين، المفُسدين في الأرض، الأشرار!؛ شُذاذ الأفاق، خفافيش الظلام؛ أعداء السلام، والانسانية جمعاء؛ حتي أن بعضاً من بُغاة وطُغاة "بني إسرائيل"، من تجرأ علي قتل أنبيائهم، فقتلوا يحيي، وزكريا عليها السلام!!؛؛؛ وحاولوا قتل سيدنا المسيح عيسي عليه السلام!!!؛؛ وها نحنُ اليوم نري بلاد الشام الأرض المباركة المقدسة المُطهرة منذ ما يربو علي قرنٍ من الزمان تُعاني من نكبات، وجرائم الُغزاة، من طُّفِرةْ الُطغاة، المحتلين؛ ولكن فلسطين، بلاد الشام لا يعُمر فيها ظالم؛ هكذا كان الأمر منذُ قديم الزمان، وعلي مدي مّرْ القرون، والعصور، والدهور، فعلي عتبات فلسطين، وبيت المقدس، وغزة كانت مقبرةُ الغُزاة، فانكسرت، وانهزمت فلول المُحتلين؛ من التتار المغول، والحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، والصليبين، وأذاقت فلسطين الويلات وصمدت أمام اُلمستعمر البريطاني في الحرب العالمية الأولي، والثانية؛؛ ولأنها فلسطين أرض الرباط، وفيها القدس القبلة الأولي للمسُلمين، وفيها مدينةُ بيت لحم مهد سيدنا المسيح عليه السلام، وأمه الطاهرة العفيفة السيدة مريم البتول عليها السلام؛ ومن مسجدها الأقصى المبارك كان المعراج بسيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم إلي السموات العُلا، بعدما صلي إمامًا ووقف خلفه كل الأنبياء والمرسلين؛ ليسلموا له راية التوحيد، وفلسطينُ أرض المحشر، والمنشر، وبوابةِ الأرض إلي السماء، وهي بمقامِ الروح للجسد، والقلب للعالم؛ وفلسطينُ أرض الكنعانيين الفلسطينيين لا تقبل القسمة، ولا التقسيم، ولا المزاودة، ولا الطرح، ولا الضرب، فهي أم البدايات، وأم النهايات للُدنيا، فهي التي نُحبها، ونّعَشقها، الُأّم الرؤوم الحنونة، الرحيمة، التي تحنو علي أولادها، وتحن، وتّأِنْ، وتّطِّنُ حولهم، خوفًا عليهم، وشوقاً لُهم، وهي مهبط الوحي الإلهي، وبلدُ الأنبياء، وبلاد الشام وذرةُ تاجها سوريا، وفلسطين، والقدس هي مفتاح السلام، ومدينة السلام، وفيها يبدأُ السلام، ومنها تندلع الحرب، وهي منتصفُ، وبوابة العالم؛؛ ورغم كل ما ذكُر سابقاً من بركتها، وطهرها، وعظمتها وقدَاسّتِهَا، إلا أنها كباقي بلاد الشام المباركة عانت، ولا تزال تُعاني اليوم من الاحتلال الغاصب الانحلالي الاستيطاني العنصري الصهيوني، وكذلك من نكبات الانقسام، ومن الصراعات العربية، العربية، والإسلامية، ومن التطبيع العربي، والإسلامي المجاني مع كيان الاحتلال الغاصب، علي الرغم من أن المقدُسات الإسلامية، والمسيحية في فلسطين لا تزال مُغتصبة ومستباحة من قطعان الغاصبين المستوطنين ليلاً، ونهاراً، وجِّهارًا!؛ ولكن المتأمل في تاريخ دويلة الاحتلال العنصري (إسرائيل)، ليدرك تمام الإدراك أنّ تلك العصابة الصهيونية التي تأسّست على الشر، والقتل، وارتكاب المجازر البشعة، والاغتيالات، والبطش والظّلم، والقمع، واغتصاب الحقوق من أوّل يومٍ لها، هي كيانٌ زائلٌ لا محالة، ورغم العلو الكبير لها اليوم، والدعم الغربي الأمريكي، والأوروبي غير المحدود لتلك "الدولة" المارقة، إلّا أنّ الحقائق القرآنيّة الربانية، والأحاديث النبويّة الشريفة الصحية تؤكّد لنا على حقيقة ثابتة، وهي قُرب بداية النهاية لزوال "دولة الكيان الصهيوني الغاصب"، وذلك بزوال، وموت الكثير من المؤسّسين الصهاينة، وبسبب العلو الكبير لهم، وافسادهم، وبغيهم وظُلمهِم، وتجبرهم وطغيانهم في الأرض المقدسة فلسطين؛ ورفضهم العيش بأمنٍ، وسلام!؛ وفي ذلك يقول الله عز وجل:"(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)؛ وقد روى الإمام البخاري رحمهُ الله تعالي في صحيحهِ حديث النبيّ صل الله عليه وسلم القائل: ( لا تقومُ السَّاعةُ حتى تُقاتلوا اليهودَ، حتى يقولَ الحَجَرُ وراءه اليهوديُّ: يا مسلِمُ، هذا يهوديٌّ ورائي فاقتُلْه)، فرغم ما تعانيه اليوم الأمة العربية، والإسلامية من ويلات وحروب، وصراعات داخلية صنعها الاستعمار، وبرغم الحصار الخانق علي غزة منذ 12 عامًا من الاحتلال البغيض، ومحاولات الاحتلال تهجير أهلها، وتركيهم!؛ ولكن هيهات، هيهات، وآنا لهم ذلك!، وها هي فلسطين تتولي قيادة دول العالم (77 + الصين)، والنصر قادم، رغم اشتداد الألم، والنصرُ صبر ساعة؛ والنبي صل الله عليه وسلم أخبر، "خير رباطكم عسقلان" أي "غزة"، فهي والضفة، والقدس المباركة، والمبارك ما حولها، مقبرة الغزاة، ولن يّحُورْ شعبها عن تحريرها، ومن أجلها يجود بالغالي والنفيس، والمُهج والأرواح فداءً لها؛ ومع اشتداد ظلام الليل الحالك، فلابد من بزوغ الفجر، والنصر آتٍ لفلسطين، ومقدساتها وشعبها لا محالة، يرونهُ بعيدًا ونراهُ قريباً وإنا لصادقون؛ ومصير الاحتلال الَكَنسْ إلي مزابل التاريخ.

الأديب الكاتب الصحفي الباحث، المفكر العربي والمحلل السياسي

 الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل عضو الاتحاد العام للكتاب، والأدباء العرب، الأستاذ الجامعي غير المتفرغ عضو اتحاد المدربين العرب، وعضو في الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية dr.jamalnahel@gmail.com

 

التعليقات على خبر: فلسطين الأنين والحنين، الألم والأمل، وغزة مقبرة الغزاة

حمل التطبيق الأن